تمكنت تجربة “الاتصالات الضوئية في الفضاء السحيق (DSOC)” التابعة لناسا من تحقيق إنجاز رائد بنجاح عن طريق نقل البيانات عبر الليزر من وإلى ما وراء القمر لأول مرة في التاريخ. تم تسجيل رقم قياسي جديد لأبعد عرض للاتصالات البصرية على الإطلاق، ويشكل هذا الإنجاز خطوة هامة نحو استخدام اتصالات الليزر العالية السرعة في المهام الفضائية، بما في ذلك إرسال البشر إلى المريخ.
تم تحقيق هذا الإنجاز بواسطة إرسال الليزر المشفر ببيانات الاختبار على مسافة تقدر بنحو 16 مليون كيلومتر، وهي مسافة تفوق بكثير المسافة بين الأرض والقمر، إلى مرصد هيل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. يعرض هذا الإنجاز القدرات الفائقة لتكنولوجيا DSOC، والتي تستكشفها المركبة الفضائية Psyche خلال رحلتها نحو حزام الكويكبات الرئيسي.
تجدر الإشارة إلى أن الاتصالات في المهام الفضائية تتم حاليًا من خلال شبكة الفضاء السحيق، والتي تستخدم بشكل أساسي الراديو. ومع ذلك، فإن استخدام الليزر في الاتصالات يمكنه أن يوفر عرض نطاق ترددي أكبر بمقدار 10 إلى 100 مرة، مما يجعلها تقنية مثالية لنقل البيانات العلمية.
هذا الإنجاز يساهم في الاستعداد لمرحلة القفزة التالية للإنسانية في الاستكشاف الفضائي، حيث يمكن لاتصالات الليزر ذات السرعة العالية أن تدعم إرسال معلومات علمية وصور عالية الدقة وبث الفيديو في رحلات الفضاء المستقبلية.
الأسئلة المتداولة
ما هي تكنولوجيا DSOC وكيف تعمل؟
تكنولوجيا “الاتصالات الضوئية في الفضاء السحيق” (DSOC) تستخدم الليزر لنقل البيانات عبر المسافات الفضائية الكبيرة بطريقة سريعة وفعالة. تعتمد النظام على إرسال شعاع ضيق من الليزر المشفر بالبيانات، وتلتقطه مركبة فضائية أو مرصد على الأرض بواسطة جهاز استقبال ليزري. يتطلب النظام تحديد موقع دقيق لكلا الجهازين ومحاذاتهما بعناية لضمان اتصال ناجح.
ما هي الفوائد المحتملة لاستخدام الاتصالات الضوئية في المهام الفضائية؟
تتيح تكنولوجيا الاتصالات الضوئية الضوئية سرعات نقل بيانات أعلى بكثير مقارنة بتقنيات الاتصال الراديو التقليدية، مما يتيح إرسال معلومات أكثر تفصيلاً وصورًا عالية الوضوح وبث الفيديو في المهام الفضائية. هذه التكنولوجيا قد تلعب دورًا حاسمًا في دعم توسيع نطاق استكشاف الفضاء وإمكانية إرسال البشر إلى كواكب أخرى مثل المريخ في المستقبل.
هل يمكن استخدام تكنولوجيا DSOC في المهام خارج المجموعة الشمسية؟
بالنظر إلى القدرات الهائلة للاتصالات الضوئية الفضائية، قد يكون من الممكن استخدام تكنولوجيا DSOC في المهام التي تتطلب التواصل عبر مسافات شاسعة خارج المجموعة الشمسية في المستقبل. ومع ذلك، مثل هذه الاستخدامات البعيدة مازالت بحاجة إلى المزيد من البحث والتطوير لتحقيق الفعالية والاستدامة.
