ستكون لدينا فرصة لمشاهدة المذنب “نيشيمورا” في نهاية هذا الأسبوع عندما يكون أكثر سطوعًا ويتجه نحو الشمس. يمكننا رؤيته بالعين المجردة أو باستخدام مناظير صغيرة للاستمتاع بالمشهد، ويمكن ذلك خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. لذا، يُفضل النظر إلى السماء قبل شروق الشمس، باتجاه الشمال الشرقي وإلى يسار كوكب الزهرة، وشرط أن تكون السماء صافية وخالية من التلوث.
تمت تسمية هذا المذنب باسم نيشيمورا تيمنًا بعالم الفلك الهاوي الياباني هيديو نيشيمورا الذي قام برصد المذنب لأول مرة في أغسطس 2023. ومن النادر جدًا اكتشاف مذنبات بوضوح مثل هذا في فترة زمنية قصيرة جدًا، حيث يتم اكتشاف معظم المذنبات قبل شهور أو حتى سنوات من اقترابها من الشمس.
يتصف المذنب بمدار طويل، حيث لم يقترب من الشمس منذ 437 عامًا ولا توجد سجلات تاريخية عن زيارته السابقة في السجلات الفلكية. عندما يقترب المذنب من الشمس، يبدأ الجليد الموجود فيه بالذوبان ويطلق ذيلًا من الغبار الذي يعكس ضوء الشمس، وسنرى هذا الذيل من الأرض. سيمر المذنب نيشيمورا على أقرب نقطة له من الشمس في سبتمبر، حيث سيكون على بعد 33 مليون كيلومتر من الشمس و125 مليون كيلومتر من الأرض. وستكون لون ذيل المذنب مائلاً إلى الأخضر بسبب وجود غازات أكثر من الغبار فيه.
تاريخ المذنبات مثير ومليء بالأحداث الرائعة والمشاهد الفلكية الفريدة، ويتابع العلماء وعشاق الفلك هذه الظواهر بشغف لفهم أسرار الكون وزيادة معرفتنا عن تكوين النظام الشمسي وتاريخه. هناك العديد من المذنبات الشهيرة التي شهدناها على مر التاريخ، مثل المذنب هالي الذي يمر بالقرب من الأرض كل 76 عامًا تقريبًا والذي شهدنا آخر مرة في عام 1986 وسنراه مرة أخرى في عام 2061. كما كان المذنب نيسون من المذنبات الأكثر سطوعًا في القرن العشرين، وشهدنا عبوره للشمس في عام 1973. تميز المذنب هال-بوب الذي كان مرئيًا بوضوح في عام 1997 وأصبح موضوعًا للمشاهدة العامة بذيله الطويل والواضح. أيضًا، شاهدنا المذنب أيسون في عام 2013 مع ذيل مشرق جدًا وواضح. وكان المذنب نيوتشيلك مرئيًا بوضوح في عام 1996 وأذهل الناس بذيله الضخم.