في دراسة حديثة ممولة من وكالة “ناسا”، قام فريق من باحثي معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا “Caltech” بفحص البيانات الزلزالية للقمر باستخدام نموذج التعلم الآلي. وفي على الرغم من أن القمر كان خاملاً جيولوجيًا لمليارات السنين، إلا أنه يتعرض لأحداث زلزالية صغيرة بسبب انحسار المد والجزر وتغير درجات الحرارة.
تعرف هذه الأحداث الزلزالية باسم “الزلازل القمرية”، حيث كان القمر نشطًا جيولوجيًا في الماضي وذلك منذ ما بين 3.7 و2.5 مليار سنة. وبفضل بعثات أبولو، قام العلماء بقياس هذا النشاط باستخدام أجهزة قياس الزلازل الموجودة على السطح.
كشفت الدراسة أن “الزلازل القمرية” تحدث بانتظام دقيق، حيث تتزامن مع شروق الشمس وذروتها في السماء، ثم تغيبها ببطء. تم وصف نتائج الدراسة باستخدام الخوارزميات القائمة على التردد وهبوط التدرج العشوائي. وبعكس انحناء المد والجزر في باطن القمر، فإن “الزلازل القمرية” تنتج عن التغيرات في درجات الحرارة في القشرة القمرية.
توصل الباحثون أيضًا إلى أن البيئة الخالية من الهواء على القمر تعني أن ضوء الشمس لا يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة السطح تدريجيًا. وأظهر التحليل أن الزلازل الحرارية تحدث بانتظام دقيق بعد ظهر كل يوم، حيث يصبح السطح باردًا بسرعة. واكتشف النموذج أيضًا وجود زلازل مختلفة في الصباح عن الزلازل المسائية. وتم تحديد مصدر النشاط، حيث تبين أن الهزات الصباحية كانت قادمة من مئات الأمتار من أجهزة قياس الزلازل ومن المركبة الهبوط القمرية “أبولو 17” نفسها.