تتزايد أعداد الأقمار الاصطناعية التي تطلقها الدول والشركات الخاصة لتغطية احتياجات الاتصالات والملاحة والمراقبة، ولكنها تشكل تحديًا كبيرًا لعلم الفلك وعمليات الرصد الفلكي الأرضي. أظهرت دراسة علمية جديدة، نشرت في مجلة “نيتشر”، أن الأقمار الاصطناعية تؤثر سلبًا في مراقبة السماء والأجرام السماوية، مما يتطلب اتخاذ إجراءات للتعامل مع هذا التأثير السلبي.
يعمل فريق بحث دولي، بمشاركة العديد من المراصد الفلكية والمعاهد البحثية، على مراقبة الأقمار الاصطناعية وتحليل تأثيرها على عمليات الرصد الفلكي. ومن أهم الاقتراحات التي خرجت من هذه الدراسة هي ضرورة اختراع طرق لمعالجة الصور التي تأثرت بالأقمار الاصطناعية وتجنب وضع الأقمار في مدارات قريبة من الأرض وتعزيز وعي الشركات بالتأثير السلبي للأقمار الاصطناعية في الرصد الفلكي.
وتتضمن هذه الدراسة قاعدة بيانات مهمة حول القمر الاصطناعي “بلو ولكر3” وكيفية متابعته من الكرة الأرضية، وتتيح هذه البيانات للباحثين والعامة العديد من المعلومات التقنية حول هذا القمر الاصطناعي وتأثيره على الرصد الفلكي.
تشارك العديد من الدول العربية في هذه المراقبة الدولية، بما في ذلك المرصد الفلكي أوكايمدن في المغرب. يعمل الباحثون في هذا المرصد على مراقبة الأقمار الاصطناعية وتحليل البيانات المستقاة منها، ويعملون أيضًا على مراقبة الأقمار الاصطناعية الأخرى والحطام الفضائي.
هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة في فهم تأثير الأقمار الاصطناعية على الرصد الفلكي وتطور النظم المستقبلية للأقمار الاصطناعية. ويتطلع الباحثون إلى مزيد من البحث في هذا المجال ومعرفة التحديات التي قد تواجهها الأجيال القادمة من الأقمار الاصطناعية والحطام الفضائي.
