يتوقع العلماء أن البشر سيتفوقون على جميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض خلال التسعين عامًا القادمة. وتشير دراسة حديثة أجراها فريق من العلماء في جامعة كاليفورنيا في بيركلي إلى أن البشر هم بالفعل الأكثر تواصلًا في الأنواع المختلفة، ولكن من المتوقع أن تتزايد قدرات التواصل لدينا في المستقبل.
ووفقًا للدراسة، من المتوقع أن يكون لدينا تواصل بمعدل حوالي 10²⁴ بت في الثانية بحلول عام 2110. هذا المعدل غير المسبوق سيكون أكبر بمقدار 10 آلاف مرة من معدل التواصل الحالي على الأرض.
من الصعب تقريبًا قياس معدل البيانات المتبادلة بين الكائنات الحية على الأرض، ولكنه يمكن تقديره من خلال النظر إلى عدد الخلايا الحية وتبادل البيانات الخاصة بها. ووفقًا للعديد من الدراسات، يقدر إجمالي عدد بدائيات النوى مثل البكتيريا بحوالي 10²⁹ خلية. وتتبادل هذه الخلايا جزءًا من المعلومات في غضون ثلاث ساعات، مما يعني أن المحيط الحيوي يتبادل حوالي 10²⁴ بت من المعلومات في الثانية الواحدة.
بالمقابل، يبلغ معدل البت الحالي لبياناتنا الرقمية التي نتبادلها كبشر حوالي 10¹⁵ بت في الثانية. وبمرور الوقت، نرى أن بياناتنا الرقمية تزداد بسرعة كبيرة مقارنةً بالحياة الحية. إذا استمرت التقنيات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء في التطور بنفس السرعة، فمن المحتمل أن يتفوق المحيط التكنولوجي على المحيط الحيوي في أقل من قرن من الزمان.
على الرغم من التقدم المذهل في التواصل التكنولوجي، يحذر العلماء من أنه يمكن أن يكون له تأثير سلبي. قد نفقد القدرة على التواصل وجهًا لوجه وتطوير علاقات هادفة مع الآخرين بسبب الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا. ولذا، يجب أن نوازن بين الاعتماد على التكنولوجيا وقدرتنا على التواصل بطرق تقليدية.
